مارادونا مرّة أخرى

Admin

مارادونا مرّة أخرى

مرّة أخرى سأكتب عن مارادونا! هذا الرجل يثير عصبيّتي، ويستفزّني كثيراً لدرجة أنّني أخشى أن يحدث مالم أتوقّعه منذ نعومة أظفاري وتعلّقي بكرة القدم، وبه شخصيّاً، وأصبح أحد أولئك النادرين الذين يكرهون مارادونا.

مؤكّداً ستتسألون لماذا؟

بالأمس وأنا أكتب خبر إعلانه تشكيلة المنتخب الأرجنتيني التي ستواجه روسيا ودّياً في الثاني عشر من شهر آب / أغسطس، استفزّني كثيراً، واستشاطني غضباً على تلك الطريقة التي يدير بها منتخباً عريقاً كمنتخب التانغو، وأكثر ما لاقى سخطي قوله: "إنّ منتخب الأرجنتين يتكوّن من ميسي وماسكيرانو بالإضافة إلى لاعبين آخرين"، وقوله أيضاً: "أعتقد لو أنني قابلت الرئيس الأمريكي أوباما فإنّني سأتحدّث معه بطريقة أسهل من تلك التي أتحدّث فيها مع ميسي، إنّه نجم، والجماهير تعشقه؛ لذا يجب أن أتحدّث معه بحذر"، فهل يُعقل لمدرّب أن يلغي من المنتخب وجود 20 لاعباً ويبني فريقاً كالأرجنتين على لاعبين اثنين؟ وهل الطريقة التي يتعامل بها مارادونا مع النجم ليونيل ميسي هي طريقة ناجحة؟ حتماً لا...

للحظة، وأنا أصيغ الخبر، وأتمعّن ما قاله مارادونا، تذكّرت عدداً من المدرّبين البارزين، كالسير أليكس فيرغسون، والشاب بيب غوارديولا، والطريقة التي تعامل بها هاذان المدرّبان مع اللاعبين الموسم الماضي، وتذكّرت بأنّ غوارديولا أصرّ طوال الموسم على أن لا يُقرّ بأنّ ميسي هو اللاعب الأفضل في فريق برشلونة، وإنّه جزء من فريق متكامل، رغم أنّ المدرّب يعرف جيّداً أنّ ميسي هو الأفضل برأي الجميع، لكنّه لا يريد أن يُشعر اللاعب بالغرور، ولا يريد أن يُحبط البقيّة، أو أن يُشعل روح التنافس غير الشريف بينه وبين زملائه، وهو ما انعكس إيجاباً على نفسيّة اللاعبين، وعلى وضعيّة اللاعب نفسه، فقد بقي مبتعداً عن الغرور، ويجدّ ليكون في نظر مدرّبه الأفضل.

والسير أليكس فيرغسون كذلك، كان يقول عن ناديه مانشيستر يونايتد الإنجليزي بأنّه لا يعتمد على كريستيانو رونالدو فحسب، وأنّ اللاعب يُبدع نتيجة إبداع الجميع، وهو أحد الأسباب التي دفعت رونالدو، على ما يبدو، للتفكير بالرحيل عن الفريق؛ لشغف اللاعب المفرط بكلام المديح والظهور أمام وسائل الإعلام.

أعود لمارادونا، فالطريقة التي يتعامل بها لا تنمّ عن خبرة، ولا عن كفاءة تُظهِر أنّه يستحقّ أن يتولّى منصب المدير الفنّي لمنتخب كالأرجنتين، مع تقديري واحترامي له كلاعب، واعترافي بأنّه اللاعب الأفضل على مرّ التاريخ. فهو سيفسد اللاعبين، خصوصاً ميسي وماسكيرانو؛ لأنّه يُظهر المنتخب بلا هويّة بدونهما، ويكيل لهما كلام المديح الذي يجعل اللاعبين يتجهون نحو طريق الغرور، وفي الوقت ذاته يُحبط اللاعبين الآخرين، ويُفقدهم ثقتهم بأنفسهم؛ لأنّه يعتبرهم (تكملة عدد) لا أكثر، فهل يُعقل أنّ منتخباً عريقاً كالأرجنتين يعتمد على لاعبين فقط؟

مارادونا العزيز؛ أخشى أن أرى الأرجنتين خارج نهائيّات كأس العالم 2010، عندها لن يغفر الجميع لك.